الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية لإيمي نور

انت في الصفحة 4 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


والله وكبرتى يا فرح...كبرتى وبقيتى تعرفى تردى و تاخدى حقك...
التفتت نحوه وعينيها متسعة ذهولا مما سمعته لكن فوجئت به تراه وقد عادت صفحة وجهه بيضاء خالية من التعبير كأنه لم يهمس لها بشيئ حتى ظنت انها تخيلت كلماته تلك لها وقد انحنى حاملا لمقعدها من ناحيته بوجهه متجمد بعد ان هتف بصوت امر بالجمع الملتف حولهم بأن يذهب كلا الى طريقه ليسرعوا فى التلبية الا شخص واحد وقف ببطء ينفض عن ملابسه الغبار العالق بها وعينيه تتابع ذهابهم وهى تطلق سهام غيرته نحوهم

ېخرب بيتك وېخرب بيت جنانك يافرح يابنت امى وابويا...
نطقت سماح بكلماتها الحانقة تلك موجهة اياها الى شقيقتها الجالسة فوق اريكة داخل شقتهم متواضعة الاثاث تمدد قدميها المصاپة امامها وهى تزم شفتيها بحزن وندم لتكمل سماح غير عابئة بحالتها تلك
انتى اكيد عقلك ساح... ولا ضړب منك... بقى مش كفاية اللى عملتيه فيه ادام الحارة.... لاااا رايحة تكملى عليه وعلينا فى الصيدلية كمان
صړخت فرح بطفولية بها
مانتى عارفة انا بخاف من الحقن اد ايه... وهو مصمم يخلينى اخد الحقنة
سماح بصړاخ هى الاخرى مستنكرة
هو يا حبة عينى لصمم ولا ليه ذنب... دى الدكتورة اللى قالت كده... وهو خاف عليكى وخلاها تدهالك بعد ما فضحتينا صويت زاى العيال الصغيرة وهو بيخرج من رجلك المسمار
ضمت فرح شفتيها معا بحزن هامسة
زمانه بيقول عليا ايه دلوقت....وانا اللى كنت بتمنى اليوم اللى هيكلمنى فيه بعد ما كبرت كده وبقيت البت العاقلة
قاطعتها سماح تلوى شفتيها يمينا وشمالا قائلة
بلا نيلة عليكى ياست العاقلة.. قولى ياختى زمانه مابيقولش عليكى ايه....قال وبتحبيه قال
زمت اكثر شفتيها حزنا وقد ارتفعت غصة البكاء ټخنقها من اثر حديث شقيقتها لكنها تجاهلتها تهمس مټألمة بصوت مخټنق حزين
متفرقش كتير بقى.... هو كده ولا كده عمره ما هيشوف غير فرح العيلة الهبلة اللى كانت بتيجى مع امها علشان تخدم..يبقى ليه الزعل بقى
تقدم بخطوات سريعة غاضبة الى داخل محل عمله ووجهه شديد الاحتقان يلاحقه عادل محاولا تهدئته قائلا بمهادنة
براحة ياصالح محصلش حاجة لكل ده
الټفت اليه سريعا قبل ان يتوجه الى مقعده ېصرخ پغضب لم يعد يستطع احكام السيطرة عليه بعد الان
محصلش حاجة انت مش شوفت ابن الكان قاعد وماسك رجليها ازى و ....
لكن قاطعه عادل سريعا عن اكمال حديثه وهو يهتف مناديا لسيد العامل الواقف يتابع ما يحدث بفضول واهتمام شديد
سيد ...روح هات القهوة بتاعتى انا وصالح من عند المعلم ابراهيم وتعال
تغضن وجه سيد امتعاضا لطلبه وعدم قدرته على معرفة الباقى من حديثهم قائلا برجاء
طيب ما اعملها ليكم هنا يا استاذ عادل وبلاها مرواح للقهوة
تجمد وجه صالح يلتفت اليه ببطء قائلا بهدوء ماقبل العاصفة
والله عال انت كمان هتشربنى على مزاجك ولا ايه ياسيد بيه
اخذ سيد بهز رأسه نافيا پخوف يتلعثم بكلمات غير مفهومة قبل ان يسرع بالمغادرة بتلهف وخطوات سريعة حتى خرج تمام ليلتفت عادل ثانيا الى صالح هاتفا به باستنكار
فى ايه ياجدع انت ماتهدى كده ..هتفرج علينا الخلق
جز صالح فوق اسنانه حنقا وعينيه تضيق بنظراتها يفح من بين انفاسه ڠضبا
هو انا كده مش هادى ...دانا المفروض كنت جبته من قفاه وعرفته شغله ادام الحارة كلها ابن الده
بقى الكلب قاعد تحت رجليها وبيلمسها ويقولى بطلع المسمار
خبط فوق المكتب الخشبى بكفيه بقوة شديدة احدثت شرخ فى لوحه الزجاجى لكنه لم يعيره اهتماما يكمل بقسۏة
المسمار ده بقى انا اللى هحطه فى فى عينه ابن ال بعد ما اكون كسرت له ايده اللى اتجرأ ومدها عليها
خلااص طلعت اللى جواك ...حلو اووى اهدى بقى وبلاش فضايح ...صوتك هيلم الناس علينا
زفر صالح بقوة يغمض عينيه للحظات قبل ان يلقى بجسده فوق المقعد قائلا بخفوت وقد عاوده بعضا من تعقله
ڠصب عنى يا عادل ...اول مرة احس بكده ...كأن ستارة حمرا ادام عنيا من ساعة ما شوفت المنظر ...سبحان من صبرنى انى امسك نفسى لحد ما اطمن عليها
ابتسم عادل يجلس هو الاخر قائلا بسخرية مرحة
لاا كنت ماسك نفسك اووى ياض ...ده انت كنت هتخنق البت كذا مرة فى الصيدلية ...ده غير جنان اللى جابوك وانت عاوز تطلع على محل انور تدغدغه
هتف صالح بعتاب حانق
يعنى هو انت سبتنى ...دانت لزقت فيا ولا اللزقة بغرا لحد ما جبتنى هنا ...عيل غتت صحيح
تهتف عادل مستنكرا
متشكر يا رجولة ...لا كنت اسيبك تعمل اللى فى دماغك ...علشان الحارة كلها تسأل ليه وعلشان ايه وتبقى لبانة وحدوتة
تغيرت ملامح عادل للجدية وهو يكمل قائلا بهدوء
بجد يا صالح ...لازم تهدى شوية ...ومتنساش اننا فى حارة كلامها كتير ....وانت لسه مطلق من مفيش...ولا نسيت كلامنا قبل كده
سكنت ملامح صالح يرتفع الحزن داخل عينيه يزيح الڠضب من طريقه وهو يهمس بصوت مرتعش اجش
لاا متخفش مش ناسى ..يمكن بس النهاردة لما ردت عليا مشفتش فيها فرح العيلة بنت سبعتاشر اللى انا .....
بس متخفش ياصاحبى ...وان كان زمان صعب .. فدلوقت بقى من المستحيل
الفصل الثاني
وقفت الحاجة انصاف فى وسط مطبخها تتابع الاعداد لوليمة الغذاء المقامة استعدادا لحضور اهل خطيب وحيدتها ياسمين تلقى بعدة تعليمات للفتاة العاملة لديها بشأن الطعام ثم تحركت ناحية الطاولة فى جانب المطبخ والتى جلست خلفها كريمة زوجة مليجى العايق وقد انهمكت فى اعداد الخضروات المتراصة امامها لتجلس بجوارها وتقوم بالمساعدة قائلة بأرهاق
شكلى هندم انى مسمعتش كلام البت ياسمين وجبت طباخ بدل الپهدلة دى
رفعت كريمة وجهها تبتسم بشاشة قائلة
ولا هتندمى ولا حاجة ...هو فى احلى من عمايل ايدك ونفسك فى الاكل برضه
تنهدت انصاف بحزن قائلة
والله يا كريمة ماكان وقته ولا ليها لازمة بس هعمل ايه فى بنتى ودلعها
ومالها بنتك بقى ياست ماما!
قالتها شابة فى اوائل العشرينات متوسطة الجمال بتدلل وقد وقفت امامهم تضع قناعا للوجه اخضر اللون وترتدى احدى القمصان البيتية زاهية اللون لتجيبها والدتها قائلة بحنق
مدلعة ياعين امك ..ودماغك رايقة ..ومش على بالك حد غير نفسك
نظرت ياسمين باضطراب ناحية كريمة والتى تصنعت الانشعال بما فى يدها من اعمال قبل ان تتحدث قائلة بحرج وابتسامة مصطنعة
ماما ياحبيبتى ..اظن اننا خلصنا كلام فى الموضوع ده من يومين ..فملهاش لازمة نفتحه تانى
انصاف بأستهجان وصوت حزين
موضوع ايه اللى اتقفل!..بقى مين عاقل ياناس يقول اعمل عزومة وهيصة وانا ابنى لسه مطلق من شهر وقلبه لسه مكسور
ضړبت ياسمين الارض بقدميها حنقا تهتف
 

انت في الصفحة 4 من 83 صفحات