براثن اليزيد
والدموع تأخذ مسارها على وجنتيها لم تكن هذه الإهانة سهلة إلى هذا الحد الذي يعتقده حتى تقف تتناقش معه نظرت إلى عينيه القاتمة بتردد ولكن حسمت أمرها في النهاية قائلة بثبات
أنا قولتلك معرفش عنه حاجه كفاية بقى واتفضل أخرج عايزه البس هدومي
أخفض بصرة إلى جسدها بعد انتهاء حديثها ليراه ظاهرا أمامه بسخاء فقد دلف إليها قبل أن ترتدي كامل ملابسها رفع بصرة إلى عينيها التي تنظر إليه بحزن ليتحدث قائلا بثبات هو الآخر عازما أمرة على معرفة الحقيقة
مروة حبيبتي روحتي
مروة ردي البقف اللي معاكي عملك حاجه
هستناكي تكلميني عايز اطمن عليكي يا حبيبتي
متتأخريش مع الحيوان ده
عاد إليها بنظرة بعد أن انتهى من قراءة بعض الرسائل التي اغضبته بشدة ليقول متسائلا وهو يشير إلى صدره ب سبابته
أنا
لم تعد تتحمل ما يفعله ألم تقل أنها لا تعلم شيئا ماذا يريد بعد هتفت بنفاذ صبر ونبرة مرهقة
تقدم منها ووقف أمامها لا يفصل بينهم سوى انشات بسيطة محاصرا إياها في هذا المكان الضيق وضع يده على وجهها ممررا إياها على وجنتها ثم أبعد خصلة من شعرها إلى خلف أذنها لتشعر بقشعريرة تسير في كامل جسدها بسبب لمسته لها في حين أقترب أكثر ثم تحدث بجانب أذنها بنبرة خبيثة
ارهقتها نبرته الرجولية أخذت كامل حواسها لتشعر أنها ضائعة بين كلماته وازداد صمتها عن حدة ليهمهم بجانب أذنها مرة أخرى فتحدثت سريعا قائلة بنفي
ابتسم باتساع على تشتتها بجانبه وعاد مرة أخرى لخبثه وهو يرفع يده اليسرى يمررها على جانب عنقها الأيمن بينما هتف قائلا بجانب أذنها اليسرى ضاغطا على أحرف آخر كلماته
تمام يا مروتي أنا هدور ورا الموضوع ده بنفسي بس افتكري لو طلعتي بتكدبي مش هرحمك
قال آخر كلمتين من جملته بتمهل شديد جعلها تشعر بالزعر وهي غير مذنبة ثم عاد استكمال حديثة وهو يبتعد عنها للخارج بدون أي مشاعر
مروتي.. هل قال مروتي للمرة الثانية أم فقط اتخيل ذلك أبعد كل تلك المعاناة في النقاش معه يقول مروتي.. وهل كان ذلك نقاش لا لم يكن غير شك وإهانة ضړبت في قلبي بخنجر محارب يعلم ما الذي يفعله جيدا هل ستكون حياتي معه بهذه الھمجية.. لن أوافق على هذه التراهات بتاتا.
__________________
صړخت بهم وهي واقفة في بهو المنزل الكبير منزل عائلة الراجحي تحمل قماشة سوداء اللون على يدها وتشرف على الجميع في المنزل من أول كبيرهم إلى صغيرهم صاحت بصوت عال ليستمع إليه الجميع بحدة وقد ظهرت تجاعيد وجهها بين صياحها
عايزة البيت يبقى بينور وميكونش فيه ولو نقطة مش نضيفة هو احنا جايلنا بكرة أي حد دي بت عيلة طوبار بذات نفسها
أجابتها إيمان مبتسمة بسخرية جلية ظهرت على ملامحها وهي تقف أمامها
متقلقيش يا مرات عمي الناس شغالة على آخرها
نظرت لها لتبتسم الأخرى بعنجهية وتعالي قائلة
اومال يا إيمان لازم تشوف بيتنا ايه وبيتهم ايه.. لازم تشوف العز اللي إحنا فيه لازم اوريها بت عيلة طوبار دي مين إحنا
أتت من خلفهم يسرى وقفت معهم تنظر إلى والدتها بهدوء ثم قالت موجهه حديثها إليها باهتمام
الاوضه عايزة تتفرش يا ماما بقى كده كده أصلا يزيد مش هيبات فيها النهاردة
نظرت إلى إيمان نظرة ذات مغزى ثم ناولتها قطعة القماش الذي كانت بين يديها لتقول بحزم وقوة
افرشي الملاية دي يا إيمان ووضبي الاوضه زين
نظرت إليهم يسرى بذهول غير مصدقة حديثها الذي هتفت به منذ قليل لتتحدث هي باستغراب جلي
أنت هتفرشي لعريس وعروسة فرحهم بكرة ملاية سودة نهار أسود يا ماما
نظرت إليها والدتها بحدة وعنجهية تسيطر عليها ثم اجابتها قائلة
مالكيش صالح أنت بالحكاية دي
ثم تركتها وذهبت وهي تفكر في كم الأشياء الذي ستفعلها في مروة ابنة عائلة طوبار ومن خلفها سارت إيمان لتلبي طلبها وهي تفكر كما الأخرى ماذا سيحدث بضيفة البيت الجديدة.. بينما تركوا خلفهم يسرى تشفق على عقولهم وما يحدث بداخلها وتتساءل ألهذا الحد أعينهم مغشية أم نفوسهم مريضة.. كيف تكون هذه بداية عروس باللون الأسود.. هكذا يجعلونها ترى حياتها القادمة بدلا من السعادة والفرح تدلف إلى سواد قاتم.
__________________
مشتت هذا القلب النقي أم العقل هو المشتت..