الأربعاء 25 ديسمبر 2024

جوازة إبريل لنورهان محسن

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


الغرفة بعينيها الفيروزيتين الثاقبتين والشبيهتين بعيون القطط التي تخبيء الكثير من الغموض في أغوارهم بينما كانت مستلقية بجسدها على السرير بالعرض وتقلب الألة المعدنية الصغيرة بأصابعها بشكل لا إرادي ويبدو أنها تبحر بأفكارها التي تزداد هياجا واضطرابا بمرور الوقت لتتدحرج نظراتها تجاهها فتولدت مشاعر متضاربة في أعماقها لتعود بذاكرتها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على تلك الآلة منه في ذلك الوقت كانت تتناول العشاء معه في أحد المطاعم المفضلة لديه وذهبت إلى المرحاض وعندما عادت وجدته يد ولجعله يقتلع تلك العادة الغير محببة بلطف تظاهرت بالإعياء من ذلك رحيقها المتكاثف الذي أزعج جهازها التنفسي بشدة عندئذ قرأت في مقل عينيه شعوره بالندم على الألم الذي سببه لها ثم أعطاها هذه العلبة كرمز للاعتذار ومنذ ذلك الوقت احتفظت به 

نعم كل البشر ېكذبون ولا أحد معصوم من الخطأ حتى هى كانت تلجأ إلى الكذب أحيانا للتغلب على بعض المواقف بأساليب ملتوية لكنها لم تخدعه كما فعل معها 
تجعدت حواجبها فى إنزعاج وزجرتها بنظرات تنذر بوقوع عاصفة قوية ستقتلعه تماما من حياتها 
عادت ابريل إلى أرض الواقع منتفضة من مكانها لتتقدم فورا من باب غرفتها ثم وقفت خلفه تضع أذنها عليه تستمع إلى أصوتهم من الخارج لتتأكد من قدومهم الآن ثم اتخذت خطوات سريعة للوقوف أمام الفستان فقد حانت اللحظة التى كانت تنتظرها لتنظر إليه
بعينين تلمعان بالإزدراء ربما ما ستفعله فظاعة من وجهة نظر الكثير لكن هم من جعلوها تخرج عن شعورها حينما حاولوا اقټحام خصوصيتها وإعطاء نفسهم الحق فى التدخل فى شؤونها وهو يستحق ذلك قبلهم بعدما أعطته الثقة فلم تتلق شيئا سوى الغدر والخداع وتمزيق قلبها بأنانية لكنها أيضا ملامة لأنها لم تكتشف حقيقته بنفسها عزاءها الوحيد هو أنه لم يفت الأوان والحق الذي منحته إياه سوف تسترده منه بتركه ونسيانه وكأنه لم يكن بحياتها يوما دون أن يشعر بالندم أو الأسف لأنها لا تجيد فن اللوم والعتاب بل تتقن التجاهل والابتعاد عن كل ما يقلل من شأنها 
ازدردت ابريل لعابها وهي تقوم بتعديل قناع الوجه الطبي الأسود على أنفها ثم ضغطت على قابس الألة الفضية وإلقائها على الفستان لتشب فيه الأجيج على الفور 
ابتعدت ابريل خوفا من ألسنة اللهب المنبعثة منه ثم هرعت بخطوات واسعة مختبئة خلف جدار غرفة الملابس بانتظار دخولها 
بقلم نورهان محسن
عودة إلى الوقت الحالى
خرجت ابريل من خلف الجدار والعرق يتصبب من جانبي وجهها وقد ملأ الضباب الكثيف الغرفة كلها وهي تلقي نظرة أخيرة على الفستان الذي التهمته الن لا تصدق أنها فعلت ذلك دون أن يرف لها جفن لكن ما تعلمه جيدا أن هذا الثوب الأبيض كان بمثابة راية إستسلام لحياة لا تريدها والآن فقط تشعر بإرتياح غريب يغمر جوارحها 
حدقت ابريل إلى خاتمها بنظرة طويلة لتزيله من إصبعها وترميه بين اللهيب بلا تردد ثم غادرت غرفتها متلفتة حولها بحذر ثم ركضت إلى الطابق السفلي دون أن يلاحظها أحد حيث أن الجميع الآن في الخارج ما عدا الخدم وهي تفكر بقلب حزين أنها ربما لن تتمكن من رؤية حبيب قلبها إبن أختها الصغير عمر بعد الآن لتتنهد بحزن حقيقى فلا مجال للتراجع ستغادر هذا المنزل وفي قرارة نفسها لا ترغب في العودة إليه مرة أخرى بعد ما عانته فيه 
بقلم نورهان محسن
أمام المرآب
عند باسم
ارتفعت حواجبه متعجبا ثم تساءل بحيرة شديدة ناجمة عن إستنكاره لجملتها الأخيرة تقصدي مين ومالك بتكلميني كدا ليه!!
اختتم باسم كلامه بسؤال آخر محتد وهى تشاهده بعيون مملوءة بالقلق لكنها تشبثت بكل ذرة ثقة بداخلها مانعة تسلل التردد إلى دواخلها ثم ردت عليه پشماتة فظة قصدي علي السنيوره اللي سابتك وحاليا في المطار مسافره وسيباك كده تو لع من الغيظ
قالت ريهام ذلك ثم قضمت شفتيها بأسف مصطنع وهي تستشف رد فعله بينما هو كان يستمع إليها بإنصات وهناك صواعق تلوح في أفق رماديتيه من وقت لآخر قبل أن يتساءل بجمود وانتي جبتي الكلام دا منين
ابتسمت ريهام بإنتصار وهي ترى علامات الصدمة واضحة على ملامحه المفاجئة فتوسع عينيها وهى تميل برأسها للجانب الإيسر متسائلة ببراءة زائفة هو أنت متعرفش ان كل الحوار دا كان لعبة مني !
رفع باسم حاجبه الأيسر مندهشا مما قالته للتو بينما اقتربت منه بخطوتين مستغلة الأمر كفرصة لها ورفعت راحتيها نحوه مستشعرة نبض قلبه الهادر لتستأنف بقية حديثها ببرود أنا كلمتها واقنعتها بالسفر وقولتلها ان دي الفرصة الوحيدة عشان تقدر تتشهر وارتباطها بيك مش هيفيدها بحاجة
استمع باسم إلى تصريحها جهرا واعتصر قبضتيه بقوة من هذه الخبيثة فى حين أردفت الأخرى بنفس الصوت الخاڤت و شعرها يتطاير بسبب نسيم الرياح إلى الخلف عملت كل ده عشان ابعدها عنك واخد مكاني تاني جواك 
تشابكت عيناها الزرقاوان التائقتان مع نظراته المرتكزة على ملامحها فائقة الحسن والجاذبية ثم غمغمت بغنج مش ممكن اصدق انك تنساني بعد ما كنت متيم بيا!!
تقهقر باسم خطوتين إلى الوراء وهو يلهث بقوة فقد كانت كلماتها الأخيرة بمثابة الترياق الذي أيقظه من سحرها الآسر الذى أعاده لرشده هدر بصوت يرتجف من قوة المشاعر التى تفور بجسده بينما كان يرميها بنظرات ملتمعة بالإحتقار جايبة الس دي من فين !! هو انتي ايه مابتيأسيش 
لوى باسم شفتيه ساخرا وهو يتمتم ببرودة نقيضة للصواعق الوامضة في عينيه لا دا مش كفاية ق وعدم الكرامه اللي عندك كمان تنفعي تشتغلي في المباحث اهي حاجة تشغلك عني
تغضن وجهها بعدم رضا ثم دمدمت بحدة من بين أسنانها هو انت مش كفاياك عك طول السنين اللي فاتت دي دا كله عشان تهرب من حبك ليا وبرده مش قادر تخرجني من قلبك
جذب نفسا عميقا محاولا
تهدئة أعصابه حيث كان على وشك الجنون من أفعالها معه ليهمس بصوت أجش افهمي!!!
صنع باسم تواصل بصريا متزامنا مع تأوه مؤلم ينبثق من فمها عندما أطبق بقوة على يدها وزمجرة صدرت من بين أسنانه مؤكدا كلماته بجدية قولتلك الف مره مش عايزك وبالنسبه لحبي ليكي كان زمان وخلص بقيتي مجرد ماضي مابيخطرش في بالي
إرتسم الألم داخل مقل عينيها محدقة به بوجوم تشعر بقبضة حادة تسحق قلبها بقوة أكبر من قبضة يده على أصابعها فحاولت افلاتهم منه وهى تكرر بثقة مهما حاولت تقنع نفسك باللي بتقوله مش هتعرف في جواك مكان ليا مستحيل يقدر حد غيري هيملاه لأني حبك الاول يا باسم
أفرغت ريهام كل ما في جعبتها وهي تنظر إليه مجعدا حاجبيه متسائلا بداخله عن أي حب تتحدث عنه وسرعان ما دفع باسم يدها بعيدا عنه بحركة قا سية مليئة بالنفور تراجعت عدة خطوات للوراء على أثرها وهى تشهق بصوت عالى وترى الڠضب المحموم يكاد يندلع من حدقتاه وهناك عرق يبرز من جبهته ليهتف بإستنكار تام ممزوجا بالتعجب هو انتي مفكراني ايه ! هستناكي بعد ما بعتيني واتجوزتي غيري!! و ايه كمان جاية بعد ما اطلقتي مفكراني لسه قاعد حاطط ايدي علي خدي مستني البرنسيس ريهام لما تحن عليا وترجعلي عشان اجري وراها تاني
زمجر باسم بكلماته الأخيرة بصوت جهورى فزع قلبها منه خاصة عندما لاحت فى ملامحه العابسة بوادر سخط عارم وكلما تكلمت أكثر يصبح الأمر أسوأ بالنسبة له حيث يخطر بباله شريط من الذكريات السوداء لا يريد العودة إليه لأن ذلك يجعله يشعر بالخزى أمام الرجل الذي أصبح عليه الآن 
ثبتت باسم عيناه عليها وعكست نظراته الغاضبة تجاهها نفور واضح بعد أن نجحت في استفزازه وإثارة أعصابه لكنه تمكن من كظمه بأعجوبة واضعا يده في جيبه ورفع وجهه بشموخ منتصبا في وقفته حتى برزت عضلاته مستأنفا حديثه بنبرة صوته العميقة لا يا حلوة مش أنا اللي يعمل كدا ولا انا اللي اشتري بضاعه حد غيري اشتراها وبعد ما اخد كفايته منها رماها
لمعت عيناها بالدموع عندما رأت الابتسامة ترسم خطا مستقيما على شفتيه وسيل إهاناته يخترق أذنيها لذا ضغطت بشدة على حقيبة يدها بينما يتابع بخشونة بينما تعبيرات وجهه تموج بازدراء يتخلله آسى مزيف دوري علي مشتري جديد غيري للاسف انا ماليش في المستعمل 
اقترب باسم منها بوجهه ناظرا إلى حدقتاها بثبات واستكمل بصلابة رافضا أن يتأثر بدموعها التي تدفقت على وجنتيها المحمرتين فهماني !!
رمشت أهدابها عدة مرات متتالية پصدمة عندما وصلها مغزي كلامه جيدا وهزت رأسها بإنكار وأجبرت نفسها بصعوبة على ابتلاع الغصة المريرة التي تكونت في حلقها حتى تتمكن من التحدث بصوت باكى مملوء بالثقة انت بتقول كل الكلام دا عشان تجرحني وتوجعني عشان تخلص حقك مني بس مهما قولت وعملت انت ليا ومن حقي مفيش حاجة هتغير الحقيقة دي ومستحيل افرط فيك لواحده تانية افهم كده كويس
أنهت ريهام كلماتها بإلحاح ليوزع نظراته بالمكان الذي كانوا يقفون فيه ودفعها بعيدا عنه بحدة حتى كادت أن تسقط لكنها تمكنت بصعوبة من موازنة نفسها بينما يهدر بتجهم انتي ايه مابتحرميش مصممة تقللي من نفسك!!
تابع باسم بصوت حاد يشير إلى نفاد صبره وهو يتنفس بلهاث من غضبه وذهوله احمدي ربنا اني ماحسبتكيش علي اللي افعالك دي ولأخر مرة هقولهالك خليكي برا حياتي وماتتدخليش في حاجة تخصني وإلا قسما بالله لا اوقفك عند حدك بطريقتي ووقتها هتزعلي أوي
شعرت ريهام پألم حاد ېمزق قلبها بل ويحطمه إلى شظايا صغيرة ثم همست بصوت مخټنق بالعبرات وهي تضغط على صدرها بإشارة إلى نفسها انت بترفضني يا باسم لا ووصلت كمان انك تهددني 
أسبل باسم أهدابه ولم يرد فتوقفت عن الكلام هنيهة تلتقط أنفاسها المضطربة بينما رفع عينيه إليها بنظرة باردة لتواصل ريهام قائلة بصوت مرتفع ايه !! فاكرني هخاف واكش في جلدي زي الساذجة بتاعتك 
رأته يدنو منها بتمهل أذنها ثم همس بصوت منخفض رجولي عميق السا ذجة دي ماعملتش ربع اللي عملتيه مارخ نفسها وقدمتها ليا ببلاش زي مابتعملي
تسمرت قسماتها الجميلة وكأنها تمثال من الشمع وصدمة قوية غمرت أطرافها بينما استقام الأخر بظهره وهو يشعر بلذة النصر حينما رأى دموعها تنهمر بكسرة
قلب بعد سماعها كلماته 
ابتسم باسم بتشفى موليا لها ظهره ليتابع طريقه إلى المرآب ينوى الذهاب إلى المطار وهو يستنشق نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه 
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
في الحفلة
تملمت هالة باستياء من سيل المجاملات اللامتناهي والأسئلة الجانبية فى مجال الطب الغارق به خطيبها الغارق مع الضيوف وهي تقف بجانبه محتل الملل تعبيراتها الهادئة 
تهللت أسايرها فورا
 

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات