رواية إنما للورد عُشاق بقلم ماهي عاطف حصريًا في موقع أيام نيوز
عليا ياورد من كل حاجة خلاص اهدي وقومي البسي نروح للدكتور نشوف إيه سبب الكدمات دي
حركت رأسها پذعر ناظرة يمينا ويسارا مما جعله يتسأل هل جنت أم ماذا !!
أشفق كثيرا لهيئتها المذعورة تلك فتحدث بهدوء نسبي هوديكي للدكتور وبعدين نيجي نحضر الشنط علشان نسافر شرم زي ما أنت عايزة اتفقنا
لم تجيبه فقط حركت رأسها بإيماءة لتهبط الدرج خلفه
حينما وجدته أمامها ليقول بخفوت مشيرا نحو البراد ادلقي عصير البرتقال ومتديش ورد حاجة تانية غير بأمر منى فاهمة
أومأت له بلهفة ثم غادر دون أن ينبث بكلمة أخرى معها بينما هي وجدت هاتفها ينير فابتسمت بسعادة ثم أخذته وخرجت تتحدث بالخارج غير عابئة بحديثه والعواقب الوخيمة التي ستحدث !!
فاقترب من موضعهم ليرى بالأسفل رجل ذو جسد نحيف يقف بجوار زوجته الثمينة ويغمرها بالمياه عنوة وعلامات الڠضب فوق قسمات وجهها فكبح قهقهته محمحما ليخرج صوته الصارم ممكن افهم بتضحكوا على إيه أوي كده
نظر نحو فرح ليجد ملامحها المتهجمة فزفر بعمق موجها حديثه لها بنبرة هادئة فرح عايز اتكلم معاك ممكن
رمقته بإستغراب جلي فوق قسماتها فأومأت له متحركة معه نحو الخارج بينما هو ظل يهدئ من ذاته وملامحه الحادة القاسېة فمن يراه يهابه ..
بينما عاصي ابتسم على هيئتها فتحدث بدعابة لأ بقولك إيه اضحكي ما تحسسنيش إني واخدك ڠصب
شق ثغرها ابتسامة صغيرة فتابع بمشاكسة أخيرا ضحكتي بصي الشمس طلعت إزاي
لعنت ذاتها لتفكيرها الوقح هذا لكن ماذا تفعل فهو وسيم ملامحه الرجولية تجعلها تعشقه بشدة
لتستفيق على صوته بنفاذ صبر فرح مش كل مكان هنروح فيه هتفضلي سرحانة قبل أي تفكير وشرود حابب أعرف منك عن عثمان إللى عنان بتحبه الدكتور النفسي إللى عايزاها تروحه.
فتنهدت شارحة له ما حدث مع عنان منذ فترة مضت
بالنسبة للدكتور النفسي من تسع شهور تقريبا دخلت في حالة اكتئاب وكان في تخيلات بشعة بتحصل ليها روزا قالت إنها لازم تروح لدكتور نفسي بس هي رفضت ولما جيت أنا أحاول معاها رفضت وفضلت تتخانق معايا علشان افتكرت إن إللى بيروح ليهم بيكون مچنون وهما بيعالجوه
شعر بالۏجع نحو شقيقته الصغرى كيف يمكث معها بذات المنزل ولا يعلم أي شيء عنها
تحدث بمرارة كابحا الكثير بداخله من تأنيب ذاته طب ودلوقتي يافرح ممكن نعمل إيه يعني يخرجها من الوحدة والاكتئاب
شعرت بحزنه الدفين فتلاشت حزنها نحوه لتقول بحماس جلي في نبرتها لأ متقلقش خالص والله الحل بسيط جدا وهو إنك توافق تقابل عثمان وهي وعدتني إنها هتفكر في موضوع الدكتور ونروح سوا
اتسعت ابتسامته قائلا بإشادة شكرا يافرح بجد شكرا
رفعت حاجبيها لتقول بغيظ مكتوم متقولش شكرا عنون دي أختي
قهقه ليقول بدعابة مقتربا من مقعدها قليلا مما جعلها تطلق شهقة ذعر طب وبالنسبة إني أخوكي وكده عايز اقولك على موضوع وتساعديني فيه
ابتلعت غصة مريرة لتقول بإبتسامة زائفة اتفضل ياسيدي قول
تنهد قائلا بلهفة ولهجة جعلتها ترغب في البكاء من شدة ۏجعها لفقدانه طبعا أنت عارفه ورد بنت خالتي صح
لتؤمى له بعينيها مستكملا بخفوت بقالي فترة بقنع ماما تخطبها ليا وكل شوية تقول استني وبصراحة اتخنقت ومش قادر اصبر
أزدرد لعابها بصعوبة فغمغمت بصوت لا حياة فيه والمطلوب منى إيه ياعاصي
اهتزت حدقتاه بتردد متفوها بنبرة خجولة بعض الشيء هي بتحبك وبتحب تقعد تحكي ليك حاجات كتير مش بتحكيها لعڼان حتى فعايزك تقنعيها يعني توافق وتروح معايا نخطبها
صمتت فلا تستطيع مجارته خاصة في هذا الحديث اقسمت بأنها ستموت لا محال من تفاقم الضغط عليها شعرت بإهتزاز الأرض أسفلها لتغمض جفونها بإرهاق شديد
فجأة شحب وجهها لا إراديا ثم ترنحت في وقفتها ليسرع عاصي بإحاطة جسدها بلهفة قائلا مالك يافرح أنت تعبانة
حركت رأسها بنفي مغمغمة بنبرة خاڤتة لأ بس شكلي هاخد برد
_برد في الصيف إزاي وبعدين ايدك بتترعش كده لية تعالي نروح عند الدكتور أحسن نطمن
أسرعت بقولها على عجالة لأ لأ أنا هطلع ارتاح بس شوية وهبقي كويسة بإذن الله
جاءت لتغادر فتحدث بصرامة جعلتها تصمت عن هرتلتها في الحديث معه من غير نقاش هطلع معاك لحد الأوضة وهسلمك لعڼان علشان أكون مطمن أكتر
زفرت بيأس ثم سارت بجواره ظلت ترمقه بنظرات هائمة فلم تسنح لها الفرصة لإرتشاف ملامحه أكثر من هذه اللحظة تمنت لو فارقت الحياة الآن وهو بجوارها ومعها تنعم بوجوده ..
تنهد بإرتياح حينما انتهى الطبيب من فحصها ثم أخذ بيدها وسار على عجالة وسط اندهاشها لكنها لم تعاير الأمر أهمية بتاتا
بعد ساعة ترجل من سيارته وقام بفتح الباب لها ركضوا حينما استمعوا لصړاخ قادما من الداخل
دلف ليجد والده يقفز في موضعه كأنه جن !!
اقترب منه بلهف قائلا بلهاث في إيه يابابا بتصرخ لية كده
تفوهه محمود بسعادة أمك ماټت يافريد ماټت أخيرا
اتسعت عينيفريد على مصراعيها من هول ماسمعه مبتعدا للخلف فتحدث بعدم تصديق لأ أنت أكيد بتهزر يابابا صح
لم يجد إجابة فركض صوب المطبخ وجد والدته مرتمية فوق الأرضية وبجوارها سعاد تبتلع ريقها پذعر مما يحدث
جثا على ركبتيه بجوارها تساقطت عبراته بغزارة فوق وجنتيه كطفل صغير فقد والدته للتو !!
اقتربت منه سعاد فأردفت بنفاذ صبر مما يحدث حولها حضرتك بقالي ربع ساعة بفهم أستاذ محمود إنها نايمة وهو عمال يقول ماټت أخيرا ماټت طالما بيكرهها أوي كده وعايزها ټموت متجوزها لية مش فاهمة
مسح عبراته مقتربا منها ليقول بنبرة جامدةعرفتي منين إنها نايمة بس
أزدرد لعابها بصعوبة داعية ربها أن يمر هذه اللحظة دون حدوث عوائق ومشاجرة
فطأطأت رأسها أرضا قبل أن تعقب بإيجاز أصل يعني أصل هي شربت من عصير البرتقال بتاع الست ورد
شدد على خصلاته كاد أن يقتلعهم بيده من شدة الضغط ليتنفس بإرتياح فتحدث بصوت فحيح مش قلت ترميه في الزفت أنت إيه مافيش فهم خالص
ابتلعت اهانته لها فردت بتحشرج حزين الله يسامحك والله جيت ادلق العصير زي ما حضرتك قلت راحت قالت ليا لأ هاتي منه كوباية
شعر بزيادة حنقه نحوها ليقلل من حدته قائلا بآسف متزعليش ياسعاد حقك عليا أنا بس اټخضيت لما لاقيت ماما كده روحي أنت بيتك دلوقتي فيك تاخدي اجازة أسبوع نكون رجعنا من شرم هتلاقي ظرف سبته ليك الصبح على السفرة خديه.
ابتسمت له بإمتنان ثم غادرت أمتثالا لأوامره بينما هو حمل والدته وصعد بها الدرج رامقا والده پغضب شديد لأفعاله البلهاء تلك
بينما ورد جلست فوق الأريكة كابحة قهقهتها بصعوبة لرؤية ما حدث وحينما صعد بوالدته أطلقت ضحكتها الرنانة متناسية آلامها المكبوتة وۏجع جسدها غافلة عن الأذن المستمعة لها بتمعن كطرب لغنوة وإبتسامة عاشقة زينت محياه متمنية السعادة الدائمة لها ..
بعد ثلاثة ساعات شعر بالاطمئنان نحو والدته ثم هبط الدرج ليجد والده الڠضب يعلو وجهه فتنهد بيأس بينما ورد صامتة في مقعدها فهي تعلم بأن الحديث لا يصح بتاتا في هذا الوقت
تقدم من محمود يجلس بجواره قائلا بدعابة يعني أول ما ماما تقع تفتكر أنها ماټت ياعم طلقها وخلاص
ابتسم والده ليقول بإمتعاض فرحت والله يابني قلت أخيرا خلصت منها
قهقه فريد مغمغما بإرتياح الحمدلله صحيت وبتاخد شور كمان
ثم نظر نحو ورد لينتشلها من شرودها بقوله الهادئ ورد اطلعي جهزي شنطك يلا علشان هنتحرك بعد ساعتين بإذن الله
أومأت له في صمت ثم صعدت بينما فريد نظر نحو طيفها متنهدا ثم صعد هو الآخر كي يوضب حقيبته ..
اجتاح قلبه ألم هائل فأنهار عالمه وأصبح كجسد موتى بعد فراق شقيقته كأنه اكتوي ألما وۏجعا كلما تذكر دموعها ورجائها كي يتركها وشأنها لكن لا جدوى !!
ظل حبيس بمنزله لم يخرج تقيده أصفاد الندم بلا رحمة أصبحت التعاسة كرفيق له ماكثا في غرفتها الصغيرة طوال الوقت ينظر لكل شيء خاص بها متخيلا ماذا كانت تفعل هنا وهناك ..
ابتسامة مرارة اعتلت ثغره حينما أخبرته ذاك اليوم بتذكر لحظاتهم سويا ..
لم يرغب بها وبوجودها من الأساس فعن أي لحظات تتحدث
استمع لصوت الباب يطرق فتحرك نحوه بخذلان وهيئة مزرية فوجد رفيقه ماجد الذي عانقه بشفقة رابتا فوق ذراعه بقوة
جلسا فوق الأريكة ليقول بحزن نحو رفيقه عامل إيه دلوقتي يامعاذ
رفع يده بإستسلام مخزى قائلا بيأس زي ما أنت شايف ياصاحبي عايش هعمل إيه يعني
تنهد ماجد مجيبا بنبرة هادئة شد حيلك ياغالي متخليش الحزن يلازمك هون على نفسك علشان مريم حتى
تحدث بنحيب وعبراته تتساقط بغزارة علشان مريم إللى كنت السبب في مۏتها والله متستاهلش إني اكون أخوها مريم شافت كتير منى أوي آخر أيامها كتير أوي ياماجد
استطرد ماجد بجدية وهي والله مش زعلانة منك على حسب كلامك يعني إنها مكانتش بتزعل من حد فتخيل بقي لما يكون أخوها الكبير
وقف في موضعه مستطردا بدعابة كي يقلل من حزنه البادئ على قسمات وجهه أنت بخيل لية كدة مافيش ماية حتى جبتها ليا ماشي هطلع أنا الجدع يعني هنزل اجيب فطار لينا علشان جعان أوي وهعمل حسابك معايا مش هتأخر عليك
أومأ له دون حديث فتحرك للمغادرة لكنه استدار عائدا ركض حينما استمع لصوت يرتطم فوق الأرضية بقوة فوجده معاذ !!
ظل يضرب فوق وجنته برفق لكن لا جدوى
قام بإحضار الطبيب ليفحصه فتقدم منه مستطردا بآسف
البقاء لله شد حيلك
ارتمى بجسده فوق المقعد بجواره لا يصدق ما وقع على مسامعه فهو كان يتحدث معه قبل قليل !!
لا يصدق ما حدث بتاتا اقترب من فراشه ليقول بحزن دفين الدنيا صغيرة أوي يامعاذ أنا عارف إنك ارتاحت دلوقتي لما روحت لأختك ربنا يرحمك ياصاحبي ويصبرني على فراقك
يتبع