الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

تعد يؤثر في كما لا أحاول ردها عليه بالمثل معتبرة تبجيله الدائم لجمالي وروعتي أمرا مسلم به.
جبت معاك عشا انا مطبختش انهاردة.
هكذا قلت وأنا أتملص منه فغمغم مبتسما وإن ازعجه بتري للحظة عاطفته طبعا يا حبيبتي جبت مشويات من المحل اللي بتحبيه ثم تحسس بطني بحنان ولهفة المهم البيبي عامل ايه
نظرت لموضع يداه متذكرة حملي حديث العهد والسبب بنفوري من كل روائح الطعام.
مفيش جديد مش طايقة أي اكل.
لا بس انتى بتحبى المشويات وهتاكلي إن شاء الله.
سريعا ما انفض الغداء وجلسنا وهو يرتشف جواري قدح الشاي الساخن ويتابع أمامه إحدى القنوات الرياضية باهتمام ليشتعل خاطري من جديد بتساؤلي الذي راودني قبل مجيئه فطرحته عليه دون تأجيل تعرف يا أصيل في سؤال محيرنى اوي.
لم تبرح عيناه الشاشة وهو يجيب 
سؤال ايه يا حبيبتي
انتظرت لحظات أراقب اهتمامه بالمباراة المعادة ثم قلت ليه اتجوزتني وانت عارف ان طباعي وحياتى مختلفة عنك
هنا صمت دون أن تحيد عيناه عن شاشة التلفاز وأظن أنه فقد تركيزه بما يتابعه لأكمل حديثي. 
أصيل احنا تقريبا عكس بعض في كل حاجة وانت بتبذل مجهود كبير من يوم جوازنا عشان تغير فيا حاجات كتير مثلا صممت تحجبني رغم اني كنت رافضة الخطوة دي بدري كده وبتحاول تعودني على أمور كتير أنت عارف اني مش مقتنعة بيها يبقى ليه اختارت تتجوزني
صمت لحظات أخرى يتأكد أني حررت كل تساؤلاتي ليلتفت لي ويخبرني مع ابتسامة هادئة 
لو فكرتى شوية كنتي عرفتي الإجابة بنفسك.
ثم غمرني بنظرة تسيل منها عاطفة صادقة مع همسه لأنى حبيتك ياغزل.
لم أستطع صد مشاعره أن تنفذ إليا بصدقها المعهود وأنا أتشرب نظرته وصوته الدافيء رغما عني ليسترسل بحديثه من صغرنا وقعت في غرامك وانا لسه مش فاهم يعنى أيه حب كبرت واتمنيت تكونى ليا لوحدي ومحدش يلمسك غيري حتى في الأخرة عايزك تبقى مراتى زي ما كنتي في الدنيا وعشان ده يحصل لازم تتغيرى وتلتزمي شوية وده اللي أنا بحاول اعمله معاكي ونفسي تساعديني يا غزل.
قابلت دفء مشاعره هذه المرة بفظاظة ثائرة بس أنا زهقت يا أصيل انا مش مبسوطة بالحياة اللي انت بترسمهالي حاسة انك حابسنى في قمقم وقافل عليا سبني انا أقرر كل حاجة من غير ما تفرضها عليا فيها ايه لو عشت حياتي زي ما بحب لحد ما ربنا يهديني من عنده.
وانتى ضامنة تعيشي لحد ما ربنا يهديكي
ألجمني رده بضع ثوانى قبل أن أصيح عليه بحدة هو ده بالظبط اللي بيعصني منك انت دايما بترهبني وتزرع فيا الخۏف اني مش هلحق اي حاجة كأن القيامة هتقوم بكرة. 
بالعكس انا بنقذك من استهتارك بالأيام والعمر.
انت بتخنقنى يا أصيل
انا بحبك يا غزل.
حتى في دي مش حرة لازم أحبك لمجرد إنك بتحبني
بعض الندم أصابني بتسرعي لما قلته وشعوري أني كسرت خاطره دون قصد وقد غبر وجهه الحزن لبرهة ثم حارب ما اعتراه بوميض أمل تشبث به 
أنا عارف إنك مش بتحبيني زي ما بحبك بس متأكد إن في يوم ده هيحصل احنا لسه في بداية حياتنا وقريب هنكون أب وأم.. يعني في رابط قوي هيدعم علاقتنا أكتر.
ثم التقط يدي ولثم أصابعي وهمس بحب برق بعيناه 
غزل..بكرة تعرفي إن محدش في العالم ده بيحبك زي ما بحبك أنا واثق إن اليوم ده هايجي.
مكثت أنظر له أتأمل ضي عاطفته التي تكحل عيناه لأجدني أمنحه ابتسامة قصيرة نوعا من جبر الخواطر

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات