رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
لما قلته منذ لحظات ولا أعرف لماذا لا أبادله هذا العشق ربما لو امرأة غيري لذابت من مشاعره الجارفة هذه لكني لست كذلك دائما أشعر أننا لا نتشابه وكأننا من عالمان هو معجون بلوني الأبيض والأسود دون خيارات متاحة وأنا مفعمة بألوان حياة أخرى لا أجدها مع أصيل هكذا دائما يظل الصراع داخل عقلي أن الحياة معه شديدة الرتابة ولا تناسبني..لا تناسبني على الإطلاق.
رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
عافرت السيدة العجوز وهي تعبر من بين ضلفتي باب قديم حاملة فوق رأسها سلة من الخوص على الطراز القديم تبدو عامرة بالكثير من الأشياء لتساعدها غنى بود قائلة.
عنك يا طنط.
ثم رحبت بها وهي تقول.
ليه بس كل مرة تتعبي نفسك كده ده كفاية زيارتك الغالية لينا كل شهر بالدنيا كلها.
وأنا هجيب لأعز منكم يا بنتي مطرح ما يسري يمري.
ثم أشارت للسلة بحذر.
بسرعة شيلي الطيور في الفريزر أنا غسلتها بالدقيق والليمون ومخلياها زي الفل وحطي الكرنبتين دول في المطبخ هقوم اسلقهم بعد شوية واخزنهم ينفعوكي بعدين عمك صالح جارنا بيوصلك سلامه وباعتهم ليكي من أرضه مع شوية طماطم و خضرة طازة.
رز معمر
ضحكت السيدة بصوت يتخلله بعض الحشرجة.
أهو أنا كل مرة بستنى شهقة الرز المعمر دي ولا كأنها شهقة ملوخية.
ثم عادت تضحك حتى سعلت لتلحقها غنى بكوب ماء وهي تدعوا لها بالسلامة.
ضحكت وعيناها تبرق بحنان قلب تيتة هو واخته هما فين امال
لسه في المدرسة وهاشم خرج من بدري..هعملك فطار ونفطر سوا على ما يجوا
أنا فطرت يا بنتي أعملي شاي كفاية.
غابت دقائق وعادت بكوبان من الشاي وضعتهم فوق طاولة جانبية صغيرة ثم قالت بحماس.
تهكمت السيدة.
وأنا محتاجة أغمض يا بنتي! الله الوكيل أنا شايفاكي أصلا بالعافية.
ألحت عليها غنى بمسحة دلال.
يلا بقى يا طنط عاملالك مفاجأة ولازم تغمضي الأول.
ليه هو الدلعدي اللي اسمه الفلانطاين جه
لما تتمالك غنى نفسها من الضحك مرددة.
فلانطاين ايه بس يا طنط أسمه فالنتاين وبعدين مالنا أحنا بالحاجات دي.
طب يلا غمضي عيونك.
ضمت جفنيها بقوة أديني غمضت يا مرات ابني.
أسرعت غنى لإحدى الغرف تختفي بها لحظات قبل أن تعود وتجلس قبالتها تقول.
يلا فتحي عيونك.
رمشت السيدة قليلا قبل أن تتسع عيناها تتفحص أمامها سلة من الخوص لكن تبدو حديثة الطراز مبطنة من الداخل بقماش ابيض جوانبها مزينة برسومات نخل أخضر يتوسطه مجسم لبيت ريفي صغير منثور فوقه بعض العصافير.. ظلت غنى تترقبها قبل أن تقول بلهفة.
ايه رأيك يا طنط مش أحسن من السبت القديم بتاعك اللي محدش بقا يستخدمه دلوقت عشان كده قلت اشتري ليكي واحد شغله حديث ومميز.
ومازحتها بحماس لعلمك الناس هتوقفك في الشارع تسألك شارية السبت الحلو ده منين يا حجة.
تهكمت گعادتها هو بعد الأخضر والأحمر المنقرشين عليه ده هيبقى فيها حجة
غنى بإحباط.
هو معجبكيش حضرتك
أشفقت عليها السيدة من إحباطها وربتت على كتفها بحنان بالعكس عجبني كفاية إنك افتكرتيني بهدية.
لثمت غنى كفها المجعد قائلة بصدق.
أنتي تستاهلي كتير اوي يا طنط