رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
أنتي مش مجرد أم هاشم جوزي أنا بعتبرك زي أمي..ونفسي أرد حاجة من جمايلك علينا.
نظرت
لها السيدة بغبرة حزن ظللت عيناها المستدارة بالتجاعيد تقول.
ده حقك أنتي وعيالك يا غنى اللي هما نيني عيني من جوة ولو اطول كنت أجيب الدنيا كلها تحت رجليكم.
ثم غامت عيناها بحزن أعمق تخلله بعض الخجل
وبحاول أعوضكم حاجة بسيطة من اللي ابني مقصر فيها معاكم وياريتني أقدر اسدد كل ديونه.
السبت القديم ده قيمته كبيرة أوي عندي يا غنى ده ورثته من أمي الله يرحمها عمري ما بنسى دخلتها علي وهي شايلاه على دماغها وفيه الخير كله لحد بابي.
ثم نظرت نحو غنى وغمغمت.
يوم ما السبت ده يبقى فاضي يا غنى هيكون ربنا خلاص أخد أمانته يا بنتي ومبقيتش موجودة على وش الدنيا لكن طول منا عايشة هاجي شايلاه على راسي وجايبة فيه اللي ربنا قاسم به ليكم.
ربنا يبارك في عمرك وما يحرمنا من دخلتك علينا أبدا يا طنط..أنا لو في حاجة مصبراني أكمل مع هاشم هو أنتي.. مجرد انك حاسة بيا وحنينة عليا وبتنصفيني بحس بالراحة.. كل أما اتعب أقول انك موجودة في ضهري وسندي بعد ربنا.
ملست على رأسها بحنان
كلنا سندنا ومعينا ربنا يا بنتي.
قالها هاشم وهو يدلف من باب الشقة قائلا بترحيب وهو يوصده خلفه.
وأنا أقول الشارع كله منور ليه أتاري ست الحبايب عندنا.
لمعت عيناها فور رؤيته واستقبلت عناقه بربتة حانية وهي تعاتبه.
يعني بتفكر تزور أمك وأبوك تطمن عليهم
مشاغل ياما والله بس على البال ورب المعبود.
ثم راح يشمشم بأنفه وهو ينظر حوله
أشارت له غنى لسلة الخوص.
دي طنط جايبة رز معمر معاها.
لأ ..في حاجة تاني مع المعمر.
ضحكت والدته معلقة.
طول عمرك شمام يا واد..مراتك مالاحظتش غير المعمر.
ليه يا طنط هو انتي جايبة ايه تاني
دكر بط!
قالها هاشم وهو يلتقط صينية فضية يرقد بها دكر البط المطبوخ ليبتلع ريقه پشهوة وهم بمد يده يقطعه لتصيح غنى.
عيال مين لسه هستنى أنا جعان.
وكاد أن يشق لحم الطائر لتصيح والدته تلك المرة بهيمنة.
واد يا هاشم هات الصينية وتعالى.
فعل على مضض وجلس أمام الطاولة الصغيرة أمامها لتأمر والدته غنى بإحضار صحن فارغ ومغرفة كبيرة.
ما تخلصي ياما بقولك جعان أنتي هتذلينا!
أصبر يا مفجوع هحطلك تصبيرة تاكلها لحد ما العيال تيجي وتاكل معانا تاني عشان اللقمة يبقى فيها بركة.
طب هاتي الزلموكة.
ضحكت تقول.
زي ابوك تعشقوها زي عينيكم.. بس خلاص مبقاش حملها دلوقت.
قال باشتهاء وهي تملأ له صحنه.
أنا كفيل أكل الدكر ده كله لوحدي.
بألف هنا على قلبك يا ابني إلهي مطرح ما يسري يمري.
قالتها بحنان وهي تراقب التهامه لطعامها لتمتعض ملامحها من قوله.
أهو ده البط ولا بلاش مراتي متعرفش تعمل زيه.
تهكمت منه وهي تحرك أصابع كفها وشفتيها بحركة ساخرة.
آل على رأي المثل أطبخي يا جارية كلف يا سيدي.. وأنت أصلا بتديها تجيبلك بط عشان تعمله يا موكوس يا ابن الموكوسة.
ضحك بسماجة.
والنعمة ياما أنتي عسل.
واستطرد ياحجة أنتي عارفة الدكر بقى بكام دلوقت ده بقى لمن استطاع إليه سبيلا.
هزت رأسها متمتمة مشفقة.
الله يعين الناس يا ابني ويوسع عليهم.
بعد إذنك ياطنط هروح أجيب العيال من المدرسة واجي بسرعة
قالتها غنى