الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

بعد أن تلفحت بعبائة سمراء وحجاب أسود بحواف مطرزة لتوقفها السيدة. 
أستني هاشم يخلص أكل ويروح هو يجيبهم. 
أجيب مين يا طيبة أنا هغسل ايدي واريح شوية في اوضتي عشان نازل تاني أخر النهار أقابل جماعة اصحابي على القهوة. 
هكذا اعترض هاشم ونهض يغتسل ثم أختفى داخل غرفته وأوصد بابها عليه.
نظرت غنى لوالدته مبتسمة. 
ولا يهمك يا طنط أنا هروح أجيبهم ومش هغيب المدرسة قريبة بس أنا بخاف عليهم من الطريق والتكاتك اللي في كل حتة.
طب عايزاكي في حاجة قبل ما تخرجي. 
حاجة ايه يا طنط
نظرت لغرفة هاشم بحذر وهي تمد يدها لصدرها تلتقط كيس قماش وتحل عقدته المطاطية ملتقطة منه بعض النقود وضعتها بكف غنى قائلة. 
خدي القرشين دول خليهم معاكي.
رفضت غنى بعزة نفس وهي تعيدهم لها 
لا ده كتير كده يا طنط كفاية أوي اللي جايباه معاكي.. ده خزين هيكفي اغلب الشهر. 
ڼهرتها بحزم أكتمي يا بت وخديهم من سكات خليهم معاكي يمكن العيال تحتاج حاجة. 
ما هو هاشم 
قاطعتها هاشم يا بنتي أنا أمه وعارفة كويس البير وغطاه..خليهم معاكي ينفعوا في الزنقة. 
ثم حذرتها بصوت خاڤت. 
أوعي تعرفي الواد ابني اني بديكي حاجة أحسن ياخدهم منك عارفاه طماع ومعندوش ډم. 
أطرقت غنى رأسها دون رد مدت العجوز أناملها ترفع وجهها لتجد عيناها مترقرقة بالدموع لتصيح بانزعاج أنتي بټعيطي ليه يا حزينة
ابتسمت ابتسامة ناقصة من بين دموعها دون أن تقول شيء وغصة بكائها ټخنقها لتربت العجوز فوق رأسها برفق ثم مازحتها. 
صلي على النبي وبلاش نكد أحسن اقوم امشي. 
أمسكت غنى كفيها وقبلتها بامتنان طاغي ورفعت وجهها تخبرها بما يفيض به قلبها بصدق. 
أنتي أحن عليا من أمي. 
تنهدت العجوز وقالت. 
متقوليش كده يا غنى مش ممكن أكون أحن عليكي منها كل الحكاية أني عارفة عيوب ابني وبحاول ارقع توبه المقطع قد ما بقدر وبدعي ليل نهار يسترها معاه ويهديه ليكي ولعياله.
ثم حدثتها بعين غائمة. 
للأسف هاشم وارث طبع أبوه الاناني مأخدتش مني غير شكلي. 
ثم مزحت معها لتلطف الأجواء. 
عشان كده الموكوس أبني طالع قمر.
ضحكت غنى تقول. 
أنتي قمرين. 
ثم نهضت وتركتها ذاهبة لجلب صغارها فقامت العجوز تتوضأ وتصلي لحين عودتها مع أحفادها.
تيتة 
صياحهما الصاخب المحبب أرجف قلبها المحب وهي تفتح ذراعيها تستقبل الصغار بحنان جارف تلثم كل ما تطاله منهم. 
عيون تيتة وقلب تيتة وحشتوني يا ولاد. 
عمرو ليه بتغيبي علينا يا تيتة
شهد أنتي بتوحشينا خالص تعالي كل يوم.
ابتسمت بسعادة لمحبتهما الصافية وقالت. 
كان على عيني يا حبايبي.. بس خلاص جدتكم كبرت يا ولاد صحتي مش هتساعدني أجي كل يوم. 
ثم قبلت وجهيهما برقة قائلة بتمني. 
بكرة تكبروا وانتم اللي تيجوا تزوروني يا حتة من القلب. 
عمرو أوعدك يا تيتة لما أكبر شوية أزورك أنا وأختي كل يوم. 
لمعت عيناها بحنان وهي تدعوا بلسان القلب قبل شفتيها. 
ربنا يديني العمر لحد ما اشوف أنت وأختك عريس وعروسة تملوا العين. 
غنى اللهم أمين.. ربنا يبارك في عمرك يا طنط. 
ثم أمرت الصغار برفق. 
يلا يا عمرو أنت وشهد.. روحوا اتشطفوا وغيروا هدومكم عشان نتغدى. 
ثم فاجأتهم بحماس تيتة جايبة ليكم رز معمر.
الجدة وبط يا فقرية بتنسيه ليه. 
ضحكت غنى لتعليقها ثم حدثت الصغير 
بعد ما تتشطف وتغير هدومك روح صحي ابوك يا عمرو ياكل معانا. 
حاضر يا ماما.
عاد الصغير بعد قليل ناكسا رأسه بحزن بابا مش راضي يصحى وزعقلي وزقني جامد عشان أسيبه ينام. 
انزعجت الجدة بقولها.
أبوك زعقلك وزقك كمان وأنا موجودة
لتلتفت لوالدته قائلة بصرامة. 
بت يا

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات