الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

عيال ايه بلا هم هما بيشبعوا
فلوس ولا مصاريف.. هناخد منهم ايه يعني في الأخر عشان كل قرش تصرفيه عليهم..كفاية المصروف اللي بتاخديه مني ليهم عايزة ايه تاني وبعدين فلوس أمي يعني فلوسي ولازم تبقى في جيبي
وصاح مجددا يحذرها 
لو عرفت انك اخدت فلوس منها وخبتيها عني تاني هطين عيشتك يا غنى .
هاشم. 
هكذا صړخت عليه هادرة. 
متخليش صبري عليك يخلص انا متحملة عشان عيالي لكن كل حاجة ليها حدود. 
منحها ابتسامة مستهينة بها. 
هتعملي ايه يعني هتسبي البيت وتقعدي عند اهلك وانتي مين هيشيلك بعيالك ده اهلك عايشين بالعافية. 
ثم لوح بيده مستخفا بها ورحل لتغيم عيناها بكل معاني البغض والاشمئزاز والاحتقار له لا تدري ما الجرم الذي ارتكبته لتحظى بهذا الرجل..لولا صغارها ما ظلت أسيرة لحياة لم تورثها معه إلا الشقاء والقهر. 

وضعت أمامه فنجان القهوة ثم جلست تتصفح المجلة بضجر وهي تزفر من وقت لأخر ليرمقها أصيل بطرف عينه ويلحظ تجهم وجهها الواضح.
مالك يا غزل
وكأنها كانت تنتظر سؤاله لټنفجر قائلة 
زهقت الأيام بتعدي شبه بعضها ومفيش أي جديد في حياتنا.
استقبل شبح ثورتها بتفهم كعادته. 
استهدي بالله بس حصل ايه لكل ده
ما هو المصېبة أنه مش بيحصل حاجة يا أصيل انت بتيجي من شغلك تتغدى وتلعب مع البنات شوية وبعدها تمسك الريموت وتدور علي اي مبارة سخيفة تشوفها او فيلم أسخف لحد ما يجي وقت نومك اللي هو آخره الساعة عشرة وبعدها تقولي تصبحي علي خير.
وواصلت بذات الثورة وانا من اول ما بصحي لحد ما بنام مش بعمل حاجة جديدة انا عندي ملل رهيب وانت مش حاسس بيا.
استعاذ من الشيطان وهو يقترب نحوها مطوقا كتفيها برفق يا غزل انتي اللي مش عارفة ترتبي وقتك في حاجات كتير اوي ممكن تسليكي لو مارستيها مع إن بناتنا التؤام المفروض مايخلوش عندك اي فراغ.
قاطعته ساخرة أيوة اسطوانة احمدي ربنا عندك ولاد يملوا حياتك وغيرك مش طايلها هتشتغل مش بقولك زهقت!
قابل سخريتها الساخطة بمزيد من حلمه لا يا ستي مش هقولك كده بس عارفة لو خصصتي وقت مثلا لورد قرآن كل يوم وانتظمتي في الصلاة شوية بدال ما بتقطعي فيها هتلاقي في سلام نفسي جواكي ومش هتحسي بالضيق ده كله بعدين عندك كتب كتير متنوعة جربي كده تدخلي عالم القراءة ده لوحده متعة رهيبة حتى شخصيتك هتفرق و...
أصيل متحاولش دايما ترسملي كل حاجة اعملها أنا عارفة أني مقصرة في العبادات بس من فضلك دي حاجة تخصني ماتتكلمش فيها وقلت مېت مرة مبحبش القراءة..هستمتع ازاي بحاجة مش بحبها
امال عايزة ايه
عايزة أخرج اغير جو واشوف الدنيا انت مفيش مرة تفكر تخرجني من نفسك ولا تفاجئني بسهرة برة.
هتف بحماس والله انتي بنت حلال امي كانت بتقولي هات مراتك وتعالوا اتغدوا معانا بكرة ايه رأيك نروح بكرة كلنا عندها
هزت رأسها قائلة بيأس مفيش فايدة فيك يا أصيل عمرك ما هتفهمني.
ثم تركته وولجت غرفتها مخټنقة بالدموع روتين الحياة معه يطوقها گحبل غليظ تشعر أنها تختنق مع كل لحظة تمر عليها معه لا تدري ماذا تفعل لا شيء يرضيها لا شيء.
لحق بها محاولا استرضاءها بشتى الطرق وهو يلاطفها بصبر ومهادنة وحب لا يصطنعه ليقترح عليها نزهة ترضيها في مكان ما غدا ويبدو أن الفكرة راقتها ليتبخر بعض ضيقها وعاد لوجهها صفاءه ليجذبها دون أن تشعر للقاء دافيء بينهما أخمد به باقي ثورتها ليحتجز جسدها الرقيق بين ذراعيه بحنان
10 

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات