رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
عيال ايه بلا هم هما بيشبعوا
فلوس ولا مصاريف.. هناخد منهم ايه يعني في الأخر عشان كل قرش تصرفيه عليهم..كفاية المصروف اللي بتاخديه مني ليهم عايزة ايه تاني وبعدين فلوس أمي يعني فلوسي ولازم تبقى في جيبي
وصاح مجددا يحذرها
لو عرفت انك اخدت فلوس منها وخبتيها عني تاني هطين عيشتك يا غنى .
هاشم.
هكذا صړخت عليه هادرة.
منحها ابتسامة مستهينة بها.
هتعملي ايه يعني هتسبي البيت وتقعدي عند اهلك وانتي مين هيشيلك بعيالك ده اهلك عايشين بالعافية.
ثم لوح بيده مستخفا بها ورحل لتغيم عيناها بكل معاني البغض والاشمئزاز والاحتقار له لا تدري ما الجرم الذي ارتكبته لتحظى بهذا الرجل..لولا صغارها ما ظلت أسيرة لحياة لم تورثها معه إلا الشقاء والقهر.
وضعت أمامه فنجان القهوة ثم جلست تتصفح المجلة بضجر وهي تزفر من وقت لأخر ليرمقها أصيل بطرف عينه ويلحظ تجهم وجهها الواضح.
مالك يا غزل
وكأنها كانت تنتظر سؤاله لټنفجر قائلة
زهقت الأيام بتعدي شبه بعضها ومفيش أي جديد في حياتنا.
استقبل شبح ثورتها بتفهم كعادته.
استهدي بالله بس حصل ايه لكل ده
ما هو المصېبة أنه مش بيحصل حاجة يا أصيل انت بتيجي من شغلك تتغدى وتلعب مع البنات شوية وبعدها تمسك الريموت وتدور علي اي مبارة سخيفة تشوفها او فيلم أسخف لحد ما يجي وقت نومك اللي هو آخره الساعة عشرة وبعدها تقولي تصبحي علي خير.
استعاذ من الشيطان وهو يقترب نحوها مطوقا كتفيها برفق يا غزل انتي اللي مش عارفة ترتبي وقتك في حاجات كتير اوي ممكن تسليكي لو مارستيها مع إن بناتنا التؤام المفروض مايخلوش عندك اي فراغ.
قاطعته ساخرة أيوة اسطوانة احمدي ربنا عندك ولاد يملوا حياتك وغيرك مش طايلها هتشتغل مش بقولك زهقت!
أصيل متحاولش دايما ترسملي كل حاجة اعملها أنا عارفة أني مقصرة في العبادات بس من فضلك دي حاجة تخصني ماتتكلمش فيها وقلت مېت مرة مبحبش القراءة..هستمتع ازاي بحاجة مش بحبها
عايزة أخرج اغير جو واشوف الدنيا انت مفيش مرة تفكر تخرجني من نفسك ولا تفاجئني بسهرة برة.
هتف بحماس والله انتي بنت حلال امي كانت بتقولي هات مراتك وتعالوا اتغدوا معانا بكرة ايه رأيك نروح بكرة كلنا عندها
هزت رأسها قائلة بيأس مفيش فايدة فيك يا أصيل عمرك ما هتفهمني.
ثم تركته وولجت غرفتها مخټنقة بالدموع روتين الحياة معه يطوقها گحبل غليظ تشعر أنها تختنق مع كل لحظة تمر عليها معه لا تدري ماذا تفعل لا شيء يرضيها لا شيء.