الإثنين 06 يناير 2025

رواية إنما للورد عُشاق بقلم ماهي عاطف حصريًا في موقع أيام نيوز

انت في الصفحة 3 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

كمان مش هفرح
رمقتها بدهشة من حديثها الذي يحمل الكثير بطياتها من خذلان وۏجع بحياتها لتتحدث بنبرة تعقلية عايزة اقولك بس إن الإنسان لما بيصبر بينول إللى بيتمناه وأكتر كمان فمتخليش الشيطان يلعب بيك ويخليك تكفري 
قومي صلي ركعتين قيام ليل وادعي بكل إللى بتتمنيه ربنا يرزقك السعادة يارب ياحبيبتي
عانقتها بحنان لم تعتاد عليه من قبل سوى مع والدتها المشتاقة لها بشدة أدمعت عيناها من شعور الاشتياق نحو والديها الذي توفاهم الله وباتت وحيدة بمنزلها وامام إصرار زوجة عمها على المكوث معهم أذعنت بعد عناء من تفكيرها والخجل المصاحب لها من تواجد حبيبها معها بمنزل واحد ..
ابتلعت ريقها بتوتر حينما وجدته يترجل من سيارته فاستأذنت من فيروز ثم هرولت لغرفتها وسط اندهاشه من تصرفاتها الطائشة والمجهولة له
اقترب من والدته يقبل يدها ثم جلس بجوارها مريحا ظهره فوق المقعد قائلا بتساؤل هي فرح مالها ياماما
مطت شفتيها بعدم معرفة مستطردة بتنهيدة مش عارفة فيها حاجة غريبة المهم عايزاك تاخدها معاك هي واختك السفرية إللى هتطلعها بكرة
ضيق حاجبيه لها ساخرا بقولك طالع الغردقة عندي شغل تقولي ليا خدهم معاك
تحدثت پغضب سافر يابني خلى عندك ډم بقولك مكتئبين وكمان زعلت منك علشان رفضت انهم يروحوا الغيط رغم إنهم استأذنوا مني بس أنت مدتش ليا أي اعتبار
بنبرة هادئة أجاب اعتبارك وكلك على رأسي ياروزا بس مش حابب الاختلاط بينهم وبين الناس التانية الدنيا بقيت وحشة وبعدين أنا مش عارف مين أصلا منار ونهال إللى طلعوا صحابهم مرة واحدة دول
لكزته بخفة قائلة بغيظ من عناده وتوجسه من القادم نحوهم بطل خۏفك والأوفر إللى أنت فيه دا وبعدين مش بتحب الاختلاط يبقي خدهم معاك
فتابعت بمشاكسة اينعم أنا مش بحب السفر والخروج بس هروح معاكم علشان توافق
ابتسم قائلا بدعابة أنا كنت رافض بس لو هتروحي معانا يبقي مافيش مانع نقعد أسبوع كمان احنا عندنا كام روزا يعني
غمغمت بإرتياح طب كويس أنا كمان اطمنت على ورد فهنروح احنا بقي
رد بإهتمام شديد مالها ورد
تنهدت مجيبة بتهلل كانت بتكلمني من شوية وقالت ليا إن الحمدلله فريد وافق يوديهم أسبوع شرم علشان نفسيتها مش أحسن حاجة
تحدث بإنزعاج جلي فوق قسمات وجهه يادي فريد أنا مش عارف أصلا هي قاعدة عندهم بتعمل إيه أنت المفروض خالتها وليك كل الحق فيها
أردفت شارحة له بتفهم ياعاصي متنساش إن دا كمان بيت أبوها الله يرحمه وغير كده عرضت عليها كتير تيجي بس عمها رافض وأنا بصراحة مش عايزة اعمل مشاكل واهو الحمدلله يعني كل يوم بنروح عندها وبنكلمها فمافيش داعي للقلق دا
تنهد بضيق جلي في نبرته ماشي ياماما أنا هطلع أنام
صعد لغرفته لتصيبه الدهشة حينما وجد باب غرفتها مفتوح على مصراعيه فقادته قدميه بخطوات متأنية نحوها ليجدها جالسة فوق المقعد ترتدي جلباب الصلاة مطبقة جفنيها بقوة
فولج بتوتر يهزها برفق لتفزع فجاءت لتصرخ فاسرع يكمم فمها بيده قائلا بخفوت اهدي دا أنا
تنفست الصعداء حينما وجدته هو ابتلعت ريقها بصعوبة فتحدثت بتلعثم ف في حاجة ياعاصي
ازدرد لعابه قائلا بنبرة مهزوزة كنت داخل أوضتي لاقيتك قاعدة كده أنت كويسة
طأطأت رأسها أرضا مغمغمة بخجل الحمدلله
فأردف بنبرة جامدة طب تاني مرة هتقعدي في اوضتك يبقي تقفلي الباب عليك مش حابب المنظر إللى شوفته دا
اتسعت عينيها بدهشة قائلة بنبرة حادة منظر إيه إللى شوفته إن شاءلله
بتر حديثها المحتدم بقوله الصارم نقاش دلوقتي مش مستعد ليه أنا داخل أوضتي وبلاش تطاول ومجادلة قولي حاضر وخلاص
زفرت بعصبية مضيفا بإمتعاض ولما تصحي ابقي جهزي حاجتك علشان هنروح الغردقة بكرة بعد العصر
بضيق أجابت لأ مش عايزة اسافر
رفع حاجبيه بذهول من رفضها فتحدث بسخرية لية بقي إن شاءلله مش كنت ھتموتي وتخرجي برا البيت
اشاحت بوجهها بعيدا عن نظراته المخترقة لها فتحدثت بتلعثم 
م مش عايزة غيرت رأيي
زفر بضيق ليعاود حديثه بإحتدام قلت مش بحب الكلام الكتير والعناد قولي حاضر وخلاص تمام
لم يتلقى إجابة منها ليحرك رأسه بيأس ثم غادر مغلقا الباب خلفه لتقول بتوجس شديد وحيرة في آن واحد  
لازم اكلم فخري يجبلي جرعات زيادة اخدها معايا يارب عدي السفرية دي على خير ومحدش يشك فيا
التقط ثيابه المتناثرة فوق الأرضية يرتديها على عجالة ثم نظر نحو الراقدة بجسدها الفاتن مبتلعا ريقه شاعرا اليوم بإنتشاء على غير العادة فها هو قد حقق مبتغاه وامتلكها دون علمها بفجيعة ما حدث وجهلها بما وضع بالعصير من شيء جعلها تغفو سريعا !!
نهر ذاته لفعلته الشنيعة تلك كيف يجرؤ على فعل هكذا مع ابنة عمه كيف تصرف بحماقة معها دون الشعور بالشفقة نحوها !!
لكنها أغلقت جميع الأبواب أمامه أعلنت رفضها القاطع لحديثه
الصميم للإنجاب خاصة منها فكيف ستواجه الله بفعلتها هذه
وبتسليمها له كما أراد هو !!
شعر بأهدابها ترمش ببطء فهرول نحو الباب مغادرا لغرفته وكأنه لم يفعل شيء بتاتا
شعرت بۏجع يشتد في أنحاء جسدها فتأوهت بشدة دلكت
عنقها بيدهاكي يتوقف عن آلامها استغربت من شدة شعورها
بالآلام التي استحوذت عليها فجأة فنفخت في سأم ثم وقفت
في موضعها تتحرك بخفة نحو المرحاض كي تستحم لعل جسدها يهدئ قليلا من فرط شعورها بالۏجع
انتهت من الاستحمام ثم وقفت أمام المرآة تضع مئزرها عليها 
فأطلقت شهقة فزع حينما وجدت العديد من الكدمات الزرقاء 
على عنقها وأماكن أخرى بجسدها لترتدي ثيابها على عجالة
ثم هرولت إلى أسفل نحو غرفة زوجة عمها غير عابئة بۏجعها 
طرقت الباب پعنف فلم تجد إجابة فاقټحمت الغرفة وجدتها
تجلس في شرفتها ترتشف قهوتها الصباحية مع سمفونية اللحن 
الصادع من المذياع تدندن معه بشغف لتسرع نحوها تجلس
أرضا فزعت كوثر حينما وجدتها بجوارها فتحدثت بعصبية قبل أن تفتل على يسارها ثلاث مرات دليلا على إرتعابها  
قطعتي خلفي منك لله في إيه
ابتلعت ريقها بتوتر لتقول بتلعثم م مرات عمي بالله عليك أركني أي خلافات دلوقتي بينا وركزي معايا
اقتربت من أذنها لتهمس بتوجس في عفريت في الأوضة بتاعتي
تفوهت الأخرى بإحتدام عفريت إيه يابت أنت شكلك اتلبستي من كتر قعدتك لوحدك
_يامرات عمي أنا ...
بترت حديثها بشراسة بلا مرات عمك بلا مرات خالك أنا صاحية دماغي هتتفرتك مش كفاية عمك عليا هتكوني أنت وهو
لتضيف بضيق عارم أوعي من وشي جتكم القرف الواحد مش عارف يتمزج بالقهوة بتاعته طب والله مانا شارباها
ثم امسكت بالكوب و قذفته أسفل شرفتها ثم رمقتها بغيظ وغادرت دون أن تنبث بكلمة أخرى بينما الأخرى تحدثت بحيرة أومال مين إللى عمل في جسمي كده
على الجانب الأخر قهقه بشدة من ردة فعل والدته وجنون حبيبته ثم تحدث بآسف وشفقة لأجل هيئتها المزرية الحائرة تلك آسف ياورد أنت إللى أجبرتيني أعمل كده فيك لما رفضتيني
سعدت بشدة حينما علمت من والدتها بإنها ستذهب مع شقيقها عاصي إلى الغردقة ظلت تقفز بموضعها ثم ركضت نحوه كي تعانقه بحب فابتسمت فرح لأجل حب الأشقاء لبعض ابتلعت غصة مريرة لشعورها بالفقد وكأن مغادرة والديها معهم كل شيء كانت ترغب به !!
رمقها عاصي بشفقة فهو يعلم مدى حزنها لشعورها بالوحدة لكن وعد ذاته بعدم التخلي عنها كشقيق مطلقا !!
كيف يقول هذا هي تحبه بينما هو لا يفكر بها سوى إنها شخص من عائلته فقط !!
اقتربت منها فيروز لتهمس لها بدعابة لأ فكي كده يافروحة عاصي لو شافك مبوزة مش هيخلينا نروح حتى المقاپر
قهقهت فرح لحديثها فهذا ما أرادته زوجة عمها اقسمت بإنها ستفعل كل شيء حتى تعاود ارتسام بسمة فوق شفتيها
بتر حديثهم عاصي بجدية ماما لو كل حاجة جاهزة فينا نتحرك
أومأت له بحماس ثم خرجوا نحو السيارة ليجلس هو بمقعد القيادة وبجواره والدته وفي الخلف شقيقته وهي
لم تحرك أهدابها بتاتا ظلت ترتشف من ملامحه الوسيمة الحادة لم يغمض لها جفن عكس شقيقته ووالدته ذهبا في سبات عميق وتركوها معه
لاحظ نظراتها نحوه فابتسم لها بالمرآة قبل أن يعقب بتساؤل 
فرح أنت بجد مش حابة تسافري معانا
دهشت من تساؤله عن أمر رفضها له بالأمس مجيبة بإرتباك 
لأ عادي يعني تغيير جو وكده وكمان علشان روزا فاتحمست اروح معاكم
وجه لها ابتسامة اقسمت بإنها لم ترى بجمالها ليقول بنبرة هادئة حابب بس تسيبك من الحزن والاكتئاب إللى أنت فيه دا وصدقيني هتنبسطي جدا
ابتسمت له بتكلف ثم وجهت نظرها نحو الحقيبة السوداء التي تحملها قابضة فوقها بقوة فهي بحاجة لأخذ جرعة الآن لم تعد تحتمل بعد !!
أزدادت أنفاسها بتوتر وضربات قلبها تنبض بقوة لتقول على عجالة مما أدهشه نبرتها عاصي لو سمحت عايزة ادخل الحمام دلوقتي ضروري
زفر بضيق قائلا بإقتضاب فرح نص ساعة بس وهخليكي تروحي احنا لسه يدوب متحركين فمش هينفع
هدرت به بقوة فلم تعد قادرة على الصمود أكثر بقولك مش قادرة عايزة اروح الحمام افهم بقي
صف سيارته بجوار الطريق ليلتفت لها قائلا بشراسة مشيرا بسبابته صوتك ميعلاش عليا ومش دلوقتي استحملي شوية قلت وياريت توطي صوتك ماما وعنان لو مش ملاحظة يعني إنهم نايمين
تساقطت العبرات من مقليتها وسط دهشته فتحدثت بنحيب ورجاء بالله عليك اتصرف مش قادرة ياعاصي
أومأ على مضض ثم ترجل من سيارته متجها نحوها ليقول بنبرة تحذيرية مشيرا نحو البناية التي أمامه اطلعي العمارة دي أول دور وشوفي بقي أنت ونصيبك لاقيتي حد يفتحلك خير وبركة ملقتيش يبقي تنزلي ومتطلعيش الدور التاني أنت فاهمة
حركت رأسها بتلهف ثم هرولت نحو البناية كما أخبرها فقهقه بشدة ضاربا كف فوق الآخر فهذه الفتاة تدهشه كل يوم من أفعالها تلك ..
بعد نصف ساعة زفر بعصبية من انتظاره لها ولم يحتمل التمهل أكثر فصعد الطابق الأول لم يجد إجابة من أحد فاصطكت أسنانه ببعض من عنادها الدائم معه فالټفت لها عاقدا ذراعه فوق الأخر حينما وجدها تخرج من المصعد بسعادة عكس طريقة صعودها فمنذ قليل كانت تبكي !!
فابتسمت ببلاهة حينما وجدته يقترب منها قائلا بجمود أنا قلت ليك إيه يافرح
تفوهت بخفوت قلت أطلع أول دور بس ولو ملقتش حد انزل تاني
فتحدث بتساؤل عكس مابداخله وسيادتك ډخلتي الحمام في الدور الكام أصل شايفك نازلة بالأسانسير يعني
غمغمت بنبرة خاڤتة كابحة ضحكتها بصعوبة الدور العشرين
قهقه بشدة فلم يحتمل الصمود أكثر أمام مشاكستها ليحرك رأسه بيأس قائلا بجفاء بعدما توقف عن المزح 
خلصتي إللى هتعمليه يعني
أومأت له مسرعة يصاحبه خجلها من الحديث عن هذا الأمر ثم هبطت أمامه تحمد ربها بمرور فعلتها تلك قبل رؤيته لها وهي تستنشق جرعتها بإنتشاء بينما هو صعد للسيارة من جديد صامتا لم يتحدث إليها كي لا يحتد النقاش بينهم مرة أخرى ..
كانت كامنة في مضجعها تضم ساقيها إلى صدرها تحملق أمامها

انت في الصفحة 3 من 13 صفحات