الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 1 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر
لو أزحنا ستائر الغيب وبصرنا من نافذته أقدارنا..لأدركنا أن ما تمنيناه ربما كان قيدا حول أعناقنا ونقمة تسلب منا كل ما أنعمت علينا به الحياة..لكن كيف السبيل ولقلوبنا بصائر تغشاها الثرى. 
مقدمة
رغبة جامحة تجتاحها لتفعل ما جال بخاطرها تلك اللحظة .. وكم تغريها وحدتها الآن ..تهكمت بضميرها لما آل إليه حالها ..وهل بقي لها غير الوحدة بكل عتمتها وكآبتها بيد مرتعشة أمسكت الهاتف لتلبي رغبتها ..ضغطة ذر فقط هي ما تفصلها عن سماع صوت أحبائها بعد لحظات أخرى هزمت غزل داخلها التردد وضغطت رقم تحفظه عن ظهر قلب وانتظرت الرد بلهفة جعلت قلبها يخفق بشدة. 

السلام عليكم. 
تآوهت بخفوت شديد وسماع صوته أشعل شوقها إليه كم مر من الوقت لم تسمع صوته
السلام عليكم!
كرر تحيته من جديد كأنه يتسائل عن هوية ذاك المتصل الصامت فحاولت أن تتحلى بشجاعة كافية وتكشف عن ذاتها وتخبره أنها
بابا أنا جعانة خلصت الغدا
هنا توقفت خواطرها وارتفع قليلا صوت تآوه مزق قلبها وهي تهمهم بلوعة رغما عنها حين وصلها صوت أحد صغارها ليدرك هو هويتها زوى أصيل حاجبيه بضيق ونفور حين تأكد أنها هي وهم بغلق الهاتف رافضا محاولتها.. لتستوقفه ثمة رحمة لا تنقصه رغم كل شيء تزال تلك المرأة أما لصغاره حتى لو تلاشت مكانتها من قلبه وحياته. 
روحي نادي اختك وتعالي يا فاطمة.
اتسعت عيناها الملبدة بغيوم البكاء وهي تراقب استدعاءه لكليهما وجدته يحدثهم فتجيب كلا منهما تساؤل أبيها أبتسمت بمرارة وقد أدركت أن أصيل عرفها ليس هذا فقط بل رأف لحالها وهو يتعمد التحدث معهما كي يروي ظمأها لصوتهما وتتأكد أنهما بخير لم يتغير.. دائما طيب القلب وأصيل كأسمه بغتة أنتهى كل شيء بضغطة ذر كما بدأ.. اختفت أصواتهم ولم يبقى إلا صوت أنفاسها المعبأة بعبق الحزن والندم..من يصدق أنها أضحت هذا الكيان الهش المثير للشفقة لقد ضحت بصرحا كانت يوما ملكته المتوجة لتصبح الأن لا تمتلك حتى سلطة خادمة لتعبر بوابته وتختلس فقط نظرات لأحباؤها..ما أوجع الفقد حين يقترن معه ثقل إثم عظيم يصعب عليها حمله لم يعد لديها الحق لتسمع صوت الصغار و .. وصوته ..صوته الذي حرمت منه ومن حنانه فقدت حق التمتع به وبعشق صاحبه صاحبه الذي لم تدرك قيمته إلا بعد فوات الآوان كعهد كل نعمة نمتلكها ونألف وجودها كأنها لن تزول أبدا لتفاجئنا الحياة بنزعها من بين أصابعنا وهي تسخر منا وتلوح بلسانها كيف هزمنا..وانتصرت هي.
جف حلقها وتحطب فامتدت يدها تلتقط كوبا من الماء جوارها لټخونها قواها الخاوية فيسقط من بين يديها نظرت لقطع زجاجه المنثورة وبعض حوافها الحادة موجهة نحوها كأنها توحي لها بفكرة ما أقتربت أناملها من إحدى القطع واستحوذت عليها بما تبقى لها من قوة وعزيمة وجهت النصل لمعصمها دنت أكثر لوريدها النابض بالحياة شاعرة بالمۏت يحلق فوق رأسها ينتظر شجاعتها لتفعل ويتم مهمته مشيعا روحها لبارئها لم يعد يفصلها عنه شيء فلتسبل عيناها وتغرز ذاك النصل وتشق معصمها سريعا وينتهي كل شيء ينتهي عڈابها ومرارة أيامها لم يبقى لحياتها قيمة لتحيا لا تدري لما لا تصل أصابعها المرتجفة لمعصمها وكأن بينهما طريق لا ينتهي.. لكنها لاتزال تقترب وبخيالها تمر كل لحظة عاشتها بجنته الجنة التي لم تراها حينها إلا قيدا يكبلها وطوق غليظ ېخنقها..خدعتها بصيرتها وظنت أن سعادتها الحقيقية لن تجدها إلا خارج حدود أسواره شردت بعيدا غير أسفة

انت في الصفحة 1 من 14 صفحات